مطالبات بالتحقيق في تسمم 100 تلميذ بالهند إثر تناول وجبات فاسدة

فتحت السلطات الهندية تحقيقًا عاجلًا عقب حادثة تسمم جماعي طالت نحو مئة تلميذ في ولاية بيهار الواقعة شمال شرق البلاد، إثر تناولهم وجبة مدرسية يُعتقد أنها احتوت على ثعبان ميت، في واقعة أثارت استنكارًا واسعًا وغضبًا شعبيًا، وفق ما أفادت به اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان.

شهدت مدرسة حكومية في بلدة موكاما، الواقعة في واحدة من أكثر ولايات الهند فقرًا، الخميس، حادثة مفجعة حين ظهرت عوارض مرضية شديدة لدى نحو 100 تلميذ من أصل 500، بعد تناولهم وجبة مجانية مقدّمة ضمن البرنامج الفيدرالي للإطعام المدرسي، وفق وكالة "فرانس برس". 

وسارعت الفرق الطبية إلى التدخل لإنقاذ التلاميذ المصابين، فيما أُعلنت حالة تأهب قصوى في القرية.

انتهاك جسيم لحقوق الإنسان

وأكدت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أن "الطباخ قد يكون قدّم وجبة أُخرج منها ثعبان ميت"، معتبرة أن هذه الواقعة، إن صحت، تشكل "انتهاكًا جسيمًا لحقوق الإنسان الخاصة بالتلاميذ". 

وطالبت اللجنة بفتح تحقيق شامل من قِبل الشرطة والسلطات المحلية، لتحديد المسؤوليات ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.

وأثار الحادث صدمة كبيرة في القرية، حيث خرج السكان إلى الشوارع وأقدموا على قطع الطرقات احتجاجًا على الإهمال، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن هذه الكارثة الصحية، التي أعادت إلى الأذهان فاجعة عام 2013، حين توفي 23 تلميذًا في ولاية بيهار نفسها بعد تناولهم وجبة مدرسية احتوت على مبيدات حشرية.

ويستفيد ملايين الأطفال في الهند من الوجبات المجانية التي توزّعها الحكومة الفيدرالية في المدارس العامة، كجزء من برنامج مكافحة سوء التغذية وضمان التحاق الأطفال بالتعليم، إلا أن سوء مراقبة هذه الوجبات وعدم تطبيق المعايير الصحية في العديد من المدارس، لا يزال يهدد حياة الطلاب، ويفتح الباب أمام كوارث متكررة.

مطالب بالمحاسبة والإصلاح

دعت منظمات حقوقية ومؤسسات تعليمية إلى إجراء إصلاحات عاجلة في برنامج التغذية المدرسية، وإخضاع العاملين في إعداد الطعام إلى رقابة صارمة، كما طالبت بإنزال أقصى العقوبات على كل من يثبت تقصيره أو تواطؤه في الحادث. 

وتبقى حياة الطلاب رهنًا بجدية السلطات في التصدي للاستهتار بحياتهم، خصوصًا في الولايات الريفية التي تعاني من ضعف البنية التحتية والمراقبة الحكومية.